خاص سودان تمورو
مضت الحرب في السودان من مرحلة الى أخرى وهى تحمل معها في كل مرة شكلا جديدا يختلف عن المرحلة التي سبقت ؛ ومع كل تطور تترتب نتائج جديدة ؛ ومع أهمية العمل العسكرى على الأرض والزحف الذى تلعب فيه قوات المشاة الدور الأكبر والاهم اذ بها تتم السيطرة على المواقع الا ان المرحلة الحالية في السودان اتسمت بتغير كبير ونوعى اسهم بدوره في تغيير النتائج على الأرض ؛ وهذا التغيير في وسائل الحرب او ادخال طرق جديدة لابد من التوقف عنده ؛ ونشير اليوم باختصار الى الطائرات المسيرة كاحدى الوسائل المهمة التي تم اللجوء اليها مؤخرا وبقوة من طرفى الصراع في السودان وما ترتب عليها او لنقل ما أسهمت من تحقيقه من نتائج.
نعرف ان الجيش السودانى عمل منذ اشهر على تكثيف الضربات بالطائرات المسيرة التي فعلت فعلتها في قوات الدعم السريع ؛ ومع تطور استخدام هذه الوسيلة ولجوء الجيش الى ادخال أنواع اكثر فعالية واشد تاثيرا تراجعت سيطرة قوات الدعم السريع على مواقع مهمة وتوالى فقدانها المنطقة تلو الأخرى حتى تم تتويج ذلك بإعلان ولاية الخرطوم خالية تماما من الدعم السريع ؛ الامر الذى عده المراقبون في الداخل والخارج نصرا كبيرا لا يمكن اغفاله ؛ وبالتالي قرب انهيار الدعم السريع او على الأقل عدم تشكيله نفس الخطر الذى كان يتهدد كيان الدولة قبل عام من الان مثلا.
وفى معركة صالحة وضع الجيش يده على أسلحة متطورة أهمها اعداد كبيرة من الطائرات المسيرة الاستراتيجية بكامل تجهيزاتها ؛ و يشكل استيلاء الجيش عليها دعما مهما قد يساعد في تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية على الأرض خاصة مع النجاح الكبير للجيش في قطع طرق امداد الدعم السريع بشكل جزئى مما يجعلنا نقول ان الصورة العامة لمسار الحرب تبدو واضحة الان عند الناس خصوصا أولئك الذين كانوا يؤملون في انتصار الدعم السريع ؛ وقد تواترت الشهادات حتى من حلفاء الدعم السريع على انه بات يواجه العديد من المتاعب التي قد تعجل بانهياره او على الأقل انهاء سيطرته وتمدده على نطاق واسع في البلد ؛ ويرى مراقبون ان استخدام الجيش للطيران المسير في الأشهر الماضية كان له دور في الوصول الى النتيجة الحالية.
من جهته لجأ الدعم السريع منذ فترة الى استخدام الطيران المسير الحديث خصوصا بعد النجاح المضطرد للجيش في هذا الامر ؛ وعمل الدعم السريع على توفير ما امكنه بقدر المستطاع من أنظمة طيران مسير حديثة واستخدم فعليا الطائرات المسيرة في استهداف المواقع الحيوية وبالذات محطات توليد وإنتاج الكهرباء وقد شعر الناس بالاثار السالبة لهذا الامر والدور الذى لعبه الدعم السريع في إحالة حياة الناس الى واقع صعب ؛ وتطور استخدام الدعم السريع للطيران المسير حتى انه نجح منذ اكثر من أسبوعين في استهداف مدينة بورسودان وضربت المسيرات مرافق حيوية هامة في بورسودان اثرت فعليا ومازالت تؤثر على حياة الناس ؛ وتعتبر هذه المرحلة التي لجأ فيها الدعم السريع الى استخدام هذا النوع من المسيرات وكثف فيها من هجماته على العديد من المناطق تعتبر الأصعب في مسيرة الحرب ويبدو ان الجيش نجح فعليا في التعامل معها وانه في طريقه الى انهاء الخطر المترتب عليها او لنقل انه جزئيا تمكن من ذلك.
ويرى خبراء ان حرب المسيرات في السودان تعكس تعقيدات الصراع وتحديات إيجاد حلول سلمية.
وهناك تقارير تشير إلى أن الإمارات العربية المتحدة تورطت في حرب السودان من خلال تقديم دعم لوجستي وعسكري لقوات الدعم السريع، بما في ذلك توفير المسيرات ؛ وتثير هذه التقارير قلقًا بشأن دور الإمارات في الصراع.
– وبرزت مؤخرا انتقادات واسعة لدور الإمارات في حرب السودان، حيث يرى البعض أن هذا الدعم يساهم في استمرار الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية.

Really excellent article thank you very much for sharing this.