سودان تمورو:
كشف مقال حديث عن تقنية رائدة تمكن الأرصفة من التقاط الطاقة الحركية من خطوات الأقدام، وتحوبلها إلى طاقة كهربائية متجددة.
تستكشف المدن حول العالم سبلا مبتكرة لتسخير الطاقة المتجددة بما يتجاوز المصادر التقليدية كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
من بين الابتكارات الناشئة الأرصفة المولدة للطاقة، التي تحول مجرد المشي أو الركض إلى كهرباء قابلة للاستخدام، حسب ماورد في موقع “وايرد” ونورد أهم ماجاء حوله.
تستخدم هذه الأرصفة تقنيتين رئيسيتين: المولدات الكهروضغطية والمولدات الكهرومغناطيسية، وكلاهما مصمم لالتقاط الطاقة الحركية الناتجة عن خطوات الأقدام وتحويلها إلى طاقة كهربائية نظيفة.
يعتمد توليد الطاقة الكهروضغطية على مواد تنتج شحنة كهربائية عند الضغط عليها ميكانيكيا، تدمج هذه المواد مع بعض أنواع السيراميك أو البوليمرات، تحت سطح بلاط الأرصفة.
عندما يخطو المشاة على هذه البلاطات، يتم الضغط على العناصر الكهروضغطية، لتتولد دفعات صغيرة من الكهرباء.
يمكن تخزين هذه الكهرباء في بطاريات أو استخدامها فورا لتشغيل الأجهزة القريبة مثل أعمدة الإنارة أو الشاشات الرقمية، كمية الكهرباء المنتجة لكل خطوة متواضعة، تكفي لتشغيل مصباح “LED” لعدة ثوان أو جهاز إلكتروني صغير لفترة وجيزة.
لذلك، تعد هذه التركيبات الأنسب للمناطق ذات حركة المشاة الكثيفة، مثل ساحات المدن المزدحمة ومحطات القطارات والمناطق التجارية.
التكلفة الأولية لتركيب مثل هذه الأنظمة مرتفعة حاليا، كما أن الضغط الميكانيكي الناتج عن حركة المشاة المستمرة يتطلب مكونات متينة وصيانة دورية لضمان طول عمرها.
تعزز هذه الأنظمة الاستدامة من خلال استخدام شكل من أشكال الطاقة المهدورة، “الطاقة الحركية البشرية”، فهي تخفف الضغط على شبكات الكهرباء التقليدية وتكمل مصادر الطاقة المتجددة، ما يساعد المدن على أن تصبح أكثر خضرة وكفاءة في استخدام الطاقة.
علاوة على ذلك، يشجع دمج هذه التقنية في الأماكن العامة على مشاركة المجتمع في استخدام الطاقة النظيفة، ويزيد الوعي بممارسات الاستدامة المبتكرة.
تقدم هذه الأرصفة طريقة إبداعية وتفاعلية لتزويد أجزاء من مدننا بالطاقة، مع جعل المشي اليومي فعلا صديقا للبيئة، على الرغم من أنها لا تزال في مراحلها الأولى، إلا أن هذه التقنية لديها القدرة على إعادة صياغة نظرتنا إلى الطاقة والتصميم الحضري في السنوات القادمة.
وكالة سبوتنيك