خاص سودان تمورو
لا تنقضى مدة الا وفاجعة تحل باهل السودان ؛ تضاف الى ما يعيشونه من فواجع ؛ حتى بات صعبا على الناس تحمل هذا الوضع المأساوى الذى يمرون به ؛ اذ ليس بالامكان ان نظل كسودانيين ننظر الى الموت يحيط بنا من كل جانب دون ان نفعل شيئا.
من موت الالاف بالحرب التى نعيش ويلاتها من سنتين ونصف دون اى حل يلوح فى الافق يبشر بقرب نهاية المعاناة ؛ الى ما يرتبط بهذه الحرب اللعينة ؛ وما نتج عنها من اوبئة وامراض وكوارث ادت الى ازهاق ارواح المئات ان لم نقل الالاف ؛ فى وطن كاد الموت ان يصبح فيه امرا معتادا ؛ وكيف للموت ان يصبح عاديا وهو الذى يقول فيه الخليفة الراشد سيدنا على بن ابى طالب رضى الله عنه مارايت يقينا اشبه بالشك من الموت ؛ اى مهما وقع وفشى بين الناس ومع انه حقيقة يقينية ثابتة عندهم لكنه يظل مستغربا لا يأنس به احد ؛ وكلما زار الناس افجعهم وكانهم لا يعرفون انه حتما نازل بهم ؛ حتى انهم باتوا يشكون فيه مع تيقينهم انه حق لا مراء فيه ؛ وفى السودان يكاد يصبح الموت مسالة عادية يتعايش معها الناس ؛ وهذا مخالف للطبيعة البشرية .
ومن صور الموت التى كثرت ابتلاع البحار لمئات السودانيين الذين يخاطرون بحياتهم وهم فى طريقهم للهجرة بحثا عن مستقبل افضل ؛ والتقارير مبذولة لمن اراد التفاصيل عن غرق المئات من السودانيين وفى فترات متقاربة وهم يهمون بالسفر الى الغرب .
وفى الصحراء تاه عدد من السودانيين ؛ منهم من قضى نحبه عطشا بكل اسف ؛ ومنهم من كتبت له النجاة لعله يبصر الاخرين بخطورة هذا المسلك عسى ان يرتدعوا ويعوا خطورة ما هم مقدمين عليه.
وفى هذا الصدد نقرا خبرا محزنا عن عثور الهلال الاحمر الليبى على جثث لسودانيين تاهوا فى الصحراء الليبية وكانوا يحاولون النجاة من جحيم الاوضاغ فى السودان.
وفى منصة النورس نيوز نقرأ الخبر التالى :
مأساة جديدة.. العثور على سودانيين في عمق الصحراء الليبية
طبرق – متابعات – النورس نيوز
أعلن الهلال الأحمر الليبي عن انتشال خمس جثامين متحللة تعود لمهاجرين سودانيين، عُثر عليهم على بعد نحو 550 كيلومتراً جنوب مدينة طبرق، في حادثة مؤلمة تضاف إلى سلسلة الكوارث الإنسانية المرتبطة بالهجرة غير النظامية عبر الصحراء.
وبحسب فرق الإنقاذ، فإن الجثث وُجدت في حالة تحلل متقدمة بعد أن تُرك أصحابها وسط الصحراء القاحلة دون ماء أو غذاء، ما أدى إلى وفاتهم تحت وطأة العطش والجوع والحرارة المرتفعة.
الحادثة تسلط الضوء مجدداً على المخاطر القاتلة التي يتعرض لها المهاجرون في طريقهم نحو الشمال الأفريقي وأوروبا، حيث تحولت طرق الهجرة إلى ما يشبه “مقابر مفتوحة”، يلقى فيها العشرات مصرعهم سنوياً نتيجة الظروف القاسية وغياب الدعم الإنساني.
وأكد الهلال الأحمر الليبي أن فرق الإنقاذ تواجه تحديات كبيرة في تغطية المساحات الصحراوية الواسعة، مما يصعّب الوصول إلى المهاجرين العالقين وإنقاذهم في الوقت المناسب.
في المقابل، جددت منظمات حقوقية دعواتها للتدخل العاجل عبر تكثيف الرقابة على شبكات تهريب البشر، وتوفير ممرات إنسانية آمنة للحد من هذه الفواجع المتكررة.
ويُذكر أن السودانيين يشكلون نسبة متزايدة من ضحايا هذه الطرق الخطرة، في ظل الحرب والأزمات الاقتصادية التي تدفع الكثيرين إلى خوض رحلة محفوفة بالموت أملاً في الوصول إلى حياة أفضل.
انه لوضع مؤلم ان يصل الحال ببعضنا الى ركوب المخاطر الى هذا الحد ؛ ولابد ان تعى الحكومة السودانية والحكومات الافريقية والمجتمع الدولى ومنظماته المختصة خطورة هذا الامر ويعمل الجميع على وضع حد لهذا الموت المستشرى
والله نساله ان يحفظ البلاد والعباد ويهيئ لهم من امرهم رشدا