الأربعاء, أكتوبر 1, 2025
الرئيسيةمقالات الرأيمن نيويورك إلى بسطام.. من لينا إلى كامل.. بقلم عبداللطيف البوني

من نيويورك إلى بسطام.. من لينا إلى كامل.. بقلم عبداللطيف البوني

سودان تمورو:

زمااااان.. زمنا الكنا لاندري بما كان الزمن ضامر… كما غنى العملاق الكاشف من كلمات عبيد عبد الرحمن… (حليل زمن الصبى الماضي/حليل زهر الحياة الزاهي)… يبدو أن مفردة حليل التي وردت كثيراً في غنانا (ياحليلو قال ناوي السفر)… قد أصبحت من متلازمات حياتنا… وسوف تستمر معنا إلى أجيال قادمة… المهم في ذلك الزمن كنت مجنون كرة قدم مع حب هلالي جارف… بالله ركز لي على فعل الماضي كنت… فبعد أن وطئت أقدامنا أرض البركس كنت لا أفوت مبارة هامة للهلال… لابل حتى التمارين التي تسبقها… ثم أحضر للإستاد (الشمس حية)… وبعد المباراة أشترك في الاحتفال بالنتيجة في حالة الانتصار… ثم (الله يصبح الواطا) عشان أشتري الجريدة… وأبداها بصفحة الرياضة فالذي يحيرني وما يتحير إلا مغير… حتى الآن… طالما أنني شاهدت المباراة من طق طق إلى سبحان الله مثل الناقد الذي يكتب عنها…. فلماذا الحرص على الجريدة علما بأن جرائد ذلك الزمن كانت موضوعية لاتهتم كثيراً بالكواليس ولا الشمارات..
تذكرت هذة الرمية بعد أن سمعت خطاب السيد كامل إدريس في الجمعية العامة للأمم المتحدة… على الهواء مباشرة وبانتباه تام… وبالتأكيد كونت رأياً أو حتى انطباعاً عنه… ولكن رغم ذلك رجعت للقروبات والفيس بوك بعد الخطاب مباشرة … لكي أعرف رأي وانطباع الآخرين عنه…
لقد وجدت الاستقطاب على أشده كالعادة… فالمعارضين للنظام لم يتركوا للخطاب أو صاحبه أو حكومته صفحة يرقد عليها… ولكن المفارقة أن الكتلة المساندة للنظام انقسمت في موقفها من الخطاب… فـ(الشامين) للرجل وصفوا الخطاب بالضعف وصاحبه بالميل للاستعراض… وهناك فريق أبدى إعجابه بالخطاب ووصفه بأنه كان من أبدع ما يكون وأن أداء صاحبه كان مدهشاً… إذ وفق في استخدام مهاراته اللغوية ولغة الجسد بطريقة فعالة… لحظت أن بعض القروبات تسير على نهج المعلق الأول فإذا هاجم الخطاب يسير على نهجة بقية المعلقين ويصمت الذين لا يرون نفس الرأي… لم أقف على نقد وتقييم موضوعي إلا في حالات نادرة… فقلت في نفسي هسي أنا الجابرني على كل هذا شنو مش كان مفروض أكتفي بما رأيته في الخطاب بنفسي؟..
نفس الذي حدث لخطاب كامل حدث من قبل مع مسألة لينا يعقوب… إذ انقسم الناس حولها في نفس مجري الانقسام القائم أصلا… و أي فريق صم أذنيه عن سماع الفريق الآخر… ففي تقديري أن النص الذي أوردته لينا نص قائم على إفادات تحصلت عليها من جهات رسمية… وليس فيه أي أسرار بل معلومات قد تكون جديدة للبعض… ولكن التحور كان في الإخراج الذي أسرف في استخدام المؤثرات الضوئية و الصوتية والذكاء الصناعي… فقدم نصاً موازياً… فالشغل شغل (ديسك التحرير) في القناة… ولكن وزارة الإعلام أعملت سوطها في البردعة… وما كان لها أن تفعل ولكنها استجابت لضغوط الأسافير.. ذات الأسافير لم تنجح في جعل حكاية ندى القلعة في الأهرام تريند ربما لأنها وقعت بين قيامتين…
أها من لينا إلى كامل والآن في انتظار القادم… وهكذا تتحكم الأسافير وقضاياها الانصرافية في مسرح الحياة السياسية في بلادنا.. بينما الناس يفتك بها الرصاص والضنك وكل بلاوي الدنيا … بعبارة أخرى السودان الافتراضي أصبح يتحكم في سودان الواقع… مما يعرض هذا الأخير إلى الضياع… وهذا الصراع الإسفيري لن يعدم (العلف) بأي حال من الأحوال…. فكأنما هناك جهة متحكمة… تدي دا شوية وتدي دا شوية… ليستمر الاستقطاب الذي تراهن عليه…
عودة إلى خطاب كامل إدريس ففي تقييمي الخاص أنه جاء عقلانياً ومتوازناً… ومناسباً للزمان والمكان… ولم يكن متوقعاُ إذا استصحبنا جلائط وسقطات رحلتي مصر والمملكة العربية السعودية…لابد من أن نذكر بأن الجالسين أمام سيد كامل في تلك القاعة الدولية الفخيمة، كل واحد منهم يمثل دولة لها موقف من القضية السودانية محدد سلفاً… هذا إذا كانت تلك الدولة مهتمة بالشأن السوداني…. فمعظم دول العالم لايهمها السودان في شيء… فالصراع الدبلوماسي ملعبه خارج القاعة… ولن يغير خطاب كامل شيئاً فيه… فبالتالي يصبح ذلك الخطاب مكانه الدوري المحلي.. غلبتونا وغلبانكم… و المشية ذاتها وجلسته… فالمدنية التي ركز عليها سيد كامل في خطابه مكانها السودان وليس نيويورك…
قال؛ يا أبايزيد ما أخرجك من بسطام
قال؛ طلب الحق
قال؛ إن الذي تطلبه تركته ببسطام
فرجع… ولزم الخدمة… ففتح له…
دكتور عبد اللطيف البوني
مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -<>

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

عبدالقادر النصري عبدالقادر على اعلان تفاصيل استخراج الشهادة السودانية 2023
عبدالقادر النصري عبدالقادر على اعلان تفاصيل استخراج الشهادة السودانية 2023
مكاوي الغالي محمد علي على مبادرات وتبرعات لمساعدة متضرري الحرب