سودان تمورو:
أعرب مزارعو محلية شعيرية في شرق دارفور عن قلق بالغ إزاء الانتشار الواسع للطيور التي تهدد الموسم الزراعي لهذا العام، في وقت حذر فيه مدير الزراعة بالمحلية، آدم سليمان، من خطورة هذه الآفة على المحاصيل. وأوضح أن الطيور ظهرت بكميات كبيرة في مختلف الاتجاهات داخل المحلية، ما جعلها تمثل خطراً مباشراً على الحقول في مرحلة مبكرة من الموسم. ويؤكد المزارعون أن استمرار هذه الظاهرة دون تدخل فعال قد يؤدي إلى خسائر واسعة في الإنتاج الزراعي، وهو ما يضع الأمن الغذائي المحلي أمام تحديات إضافية.
آفة الكتو
وفي تصريح لراديو دبنقا، أوضح سليمان أن الطيور المعروفة محلياً باسم “الكتو” تعد من أخطر المهددات للمحاصيل الزراعية، إذ تهاجم الحقول في مناطق سكن المواطنين وعلى أطراف الجبال والأشجار. وأشار إلى أن مكافحتها عادة ما تتطلب استخدام الطيران والرش الجوي، وهو ما لم يتوفر هذا الموسم، الأمر الذي جعل المزارعين يعتمدون على وسائل بدائية في مواجهة هذه الآفة. ويضيف أن غياب الدعم الفني واللوجستي يزيد من صعوبة السيطرة على انتشار الطيور، ما يضاعف المخاطر على المحاصيل الأساسية مثل الذرة.
حملة جماعية
وبيّن مدير الزراعة أن الإدارة الأهلية في المحلية دعت المواطنين إلى المشاركة في حملة جماعية لمكافحة الطيور، وألزمت المتخلفين عن المشاركة بدفع غرامات مالية، ما أدى إلى إغلاق السوق لثلاثة أيام متتالية لتمكين الأهالي من الانخراط في الحملة. وأسفرت هذه الجهود الشعبية عن إحراق عدد كبير من الأعشاش وتقليل أعداد الطيور، إلا أنها لا تزال متواجدة بكثافة في الاتجاه الشرقي عند جبال الريل. ويؤكد الأهالي أن هذه الحملات، رغم فعاليتها الجزئية، لم تحقق بعد النتائج الكافية لوقف الخطر المحدق بالموسم الزراعي.
استعدادات جديدة
وكشف سليمان أن الأهالي يستعدون لتنظيم حملة جديدة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين للقضاء على الطيور في المناطق الشرقية، مؤكداً أن جميع الجهود حتى الآن تمت بموارد محلية خالصة دون أي دعم من المنظمات أو الجهات الرسمية. وأوضح أن استمرار هذه الحملات يعتمد على تضافر جهود المجتمع المحلي، في ظل غياب الدعم المؤسسي، ما يجعلها أكثر صعوبة وأقل استدامة. ويشير إلى أن نجاح هذه المبادرات الشعبية مرهون بقدرة الأهالي على توفير الأدوات والموارد اللازمة لمواصلة المكافحة.
خسائر محتملة
وأكد مدير الزراعة أن الطيور تسببت بالفعل في إتلاف أجزاء من محاصيل الذرة في بداياتها، وهو ما أثار مخاوف المزارعين من خسائر أكبر إذا لم تتم السيطرة على الوضع. ومع ذلك، يرى أن الأمطار المبشرة هذا الموسم تعزز آمال المزارعين في تجاوز الخسائر، شريطة أن تتواصل حملات المكافحة بنجاح خلال الفترة المقبلة. ويعتبر أن التوازن بين الأمطار الجيدة والجهود المحلية لمكافحة الطيور قد يكون العامل الحاسم في إنقاذ الموسم الزراعي الحالي، الذي يمثل شريان حياة لآلاف الأسر في شرق دارفور.
راديو دبنقا