تصريحات مدرب برشلونة بعد الهزيمة

سودان تمورو:

في أعقاب الهزيمة الثقيلة التي تلقاها برشلونة أمام مضيفه إشبيلية بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف واحد، ضمن منافسات الجولة الثامنة من الدوري الإسباني لكرة القدم، عبّر المدير الفني للفريق الكتالوني، هانزي فليك، عن تقبله للنتيجة، مؤكداً على أهمية التعامل معها بروح إيجابية. اللقاء الذي أقيم مساء الأحد على ملعب رامون سانشيز بيثخوان، شهد أداءً باهتاً من برشلونة على مدار شوطي المباراة، حيث بدا الفريق متأثراً بغياب الثنائي رافينيا ولامين يامال، في وقت لم يتمكن فيه بقية اللاعبين من تعويض هذا الغياب أو تقديم المستوى المنتظر، خصوصاً في الشوط الأول الذي شهد تفوقاً واضحاً لإشبيلية. هذه الخسارة تمثل الأولى لبرشلونة في الدوري هذا الموسم، وجاءت في توقيت حساس بعد أيام من تعثر الفريق أوروبياً، لتُفقده فرصة استعادة صدارة الترتيب.

تقييم فني
في تصريحاته التي نقلها الموقع الرسمي لصحيفة “ماركا” الإسبانية، أشار فليك إلى أن الفريق يمتلك عناصر جيدة قادرة على العودة، لكنه شدد على ضرورة النظر إلى الهزيمة من زاوية بنّاءة. وأوضح أن رد فعل اللاعبين في الشوط الثاني كان إيجابياً، رغم الأخطاء التي ارتُكبت في الشوط الأول، مؤكداً أن المشكلة لا تتعلق بالنظام أو الاستراتيجية، بل بسوء التنفيذ في لحظات حاسمة. المدرب الألماني أشار إلى أن الفريق يلعب دائماً بنفس الأسلوب، لكنه اعترف بوجود أخطاء فادحة يجب مراجعتها، مضيفاً أن هناك الكثير من النقاط التي تستحق النقاش والتحليل بعد هذه المباراة.

دروس متراكمة
فليك ربط بين أداء الفريق أمام إشبيلية وما حدث في اللقاء السابق أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، مؤكداً أن الفريق مطالب بالتعلم من هذه التجارب المتتالية. وأوضح أن الشوط الأول لم يكن على المستوى المطلوب، بينما شهد الشوط الثاني تحسناً في الأداء ورد فعل أفضل من اللاعبين. وأضاف أن فترة التوقف الدولي المقبلة ستكون فرصة مناسبة لإعادة ترتيب الأوراق، مشيراً إلى أهمية استغلال هذه الفترة في استعادة الطاقة والتركيز، والعمل على رفع مستوى اللاعبين ليكونوا في أفضل جاهزية ممكنة عند استئناف المنافسات.

نظرة واقعية
المدرب الألماني لم يُخفِ خيبة أمله من النتيجة، لكنه شدد على ضرورة الحفاظ على الروح القتالية داخل الفريق، مؤكداً أن الغضب الناتج عن الهزيمة يجب أن يتحول إلى دافع إيجابي لبقية الموسم. وأشار إلى أن الفريق حاول تجربة كل شيء خلال المباراة، لكن الأمور لم تسر كما هو مأمول، مضيفاً أن تفسير الفوز أسهل من تفسير الخسارة، وأن نتيجة اللقاء رغم قسوتها تظل جزءاً من طبيعة اللعبة. فليك شدد على أن هناك أموراً يجب تغييرها، خاصة في الشوط الأول، حيث لم تكن الكرة تنساب بالشكل المطلوب في بعض مناطق الملعب، ما أثر على فاعلية الفريق الهجومية والدفاعية.

أهمية التوقف
وفي سياق حديثه عن المرحلة المقبلة، اعتبر فليك أن فترة التوقف الدولي ستكون مفيدة للاعبين، حيث تمنحهم فرصة اللعب مع منتخباتهم الوطنية والاستمتاع بأجواء مختلفة، وهو ما قد يسهم في تجديد طاقاتهم الذهنية والبدنية. وأكد أنه سيعمل مع الفريق فور عودته على استعادة المستوى المطلوب، مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو الوصول إلى الأداء الذي يعكس طموحات النادي. كما شدد على أهمية وجود لاعبين في قمة جاهزيتهم، خاصة في ظل المنافسة القوية على صدارة الدوري الإسباني.

تحليل تكتيكي
فليك أشار إلى أن هناك حاجة لتحليل العديد من الجوانب الفنية، خاصة ما يتعلق بطريقة اللعب في الشوط الأول، وكيفية التعامل مع تبديلات الخصم. وأوضح أن إشبيلية غيّر من أسلوبه المعتاد، حيث انتقل من اللعب بخمسة لاعبين في الخلف إلى أربعة، وهو ما تطلب تكيفاً تكتيكياً لم ينجح برشلونة في تنفيذه بالشكل المطلوب. وأضاف أن الفريق عادة ما يكون قادراً على مواجهة الفرق التي تعتمد على الاستحواذ، لكن في هذه المباراة لم يتمكن من فرض أسلوبه، وهو ما يستدعي مراجعة دقيقة للخيارات التكتيكية.

روح الفريق
في ختام تصريحاته، أكد فليك أن ما تبقى له من هذه المباراة هو الروح القتالية التي أظهرها الفريق في الشوط الثاني، مشيراً إلى أن رؤية هذا الجانب الإيجابي تمنحه بعض الرضا رغم الخسارة. وشدد على أن الفريق ليس سعيداً بالنتيجة، لكنها تظل جزءاً من مسيرة طويلة يجب أن تستمر، مع ضرورة التعلم من الأخطاء وتحويل الإخفاق إلى حافز للعودة بشكل أقوى. النتيجة رفعت رصيد إشبيلية إلى 13 نقطة في المركز الرابع، محققاً أول فوز له على أرضه هذا الموسم، بينما تجمد رصيد برشلونة عند 19 نقطة في المركز الثاني، بفارق نقطتين خلف ريال مدريد المتصدر، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الفريق الكتالوني لاستعادة توازنه سريعاً.