سودان تمورو
كثيرون هم احرار العالم الذين تصدوا لمناصرة فلسطين ووضعوا نصب أعينهم فضح إسرائيل والحديث عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني المظلوم ، وقد اتضح للناس كيف أن
هؤلاء الاحرار أصبحوا أيقونات يهتف بها الشرفاء في بلدانهم ، ومن هذه النماذج المضيئة التى يعتز بها كثيرون الإعلامي الموريتاني الشاب محمد فال الشيخ الرباني الذي شارك في قافلة الصمود لكسر الحصار عن غزة ، وتشكل مشاركته في هذا النشاط الإنساني الكبير محطة جديدة في تجسيد المواقف الشعبية المناهضة لإسرائيل رغم تورط بعض الحكومات في مستنقع التطبيع ، ومن هذه الدول موريتانيا التى يحتفظ نظامها بعلاقة مع العدو الصهيوني رغم موقف شعبها الصامد والقوي ضد التطبيع.
ولم تكن مشاركة محمد فال في اسطول الصمود مجرد خطوة رمزية أو إعلامية، بل جسدت إرادة شعبية متكاملة تقف إلى جانب المظلومين وتناصر العدالة في وجه الاحتلال.
ان انخراط الصحفي محمد فال الشيخ الرباني في أسطول كسر الحصار لم يأت من فراغ ؛ فهو امتداد لتاريخ طويل من التضامن الشعبي الموريتاني مع فلسطين،
وجاءت مشاركة محمد فال في اسطول الصمود لتعبر عن موقف يجعل من الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني جزءا من ثوابت الشعب الموريتاني .
الصحفي محمد فال هو الوحيد من بين سبعة عشر موريتانيا تمكن من ركوب البحر ضمن أسطول، إذ كان هؤلاء يرغبون في المشاركة في الأسطول لكن الظروف العامة لم تسمح لهم.، ولايضيرهم ذلك فمجرد نية الحضور في هذا البرنامج يعنى يعني انهم قد انتصروا للحق،
ويضفي على مشاركة محمد في اسطول الصمود بعدا خاصا إذ انه أصبح صوت موريتانيا في تلك الرحلة التي جمعت نشطاء من مختلف القارات على هدف واحد هو كسر الحصار الظالم المفروض على غزة.
ان اعتقال الإعلامي الموريتاني من طرف بحرية الاحتلال الإسرائيلي في ميناء أسدود شكّل لحظة اختبار للوعي الوطني الوطني إذ توحدت مختلف الأطياف السياسية والنقابية وهيئات المجتمع المدني في موريتانيا خلف قضية واحدة الا وهي الدفاع عن ممثل موريتانيا في أسطول الصمود.
وعبّرت الأحزاب والمنظمات الموريتانية عن تقديرها للموقف الشجاع لمحمد فال معتبرة أن مشاركته تمثل امتدادا طبيعيا للموقف الشعبي الداعم لفلسطين ، وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات تعبئة تضامنية مطالبة بإطلاق سراح الصحفي الموريتاني محمد فال .
وأثبتت تجربة محمد فال وزملاؤه المناضلون ان دفاعهم عن فلسطين ليس شعارا سياسيا بل موقفا متجذرا في وعي المجتمع الموريتاني.
لقد حوّل هذا الحدث الإعلامي الشاب محمد فال إلى رمز وطني وعربي للمقاومة المدنية
وقد قدم محمد صورة ناصعة عن الجيل الجديد من الإعلاميين الموريتانيين الذين يوظفون صوتهم وعدساتهم دفاعا عن قضايا الحق والحرية.
و يُحضّر للإعلامي محمد فال استقبالا كبيرا سوف يشارك فيه الشعب الموريتاني بمختلف أطيافه.
ويحق للموريتانيين أن يفخروا بهذا الموقف الوطني وهذا الإنجاز، الذي يشكل رسالة تقدير لكل من يرفع علم موريتانيا في المحافل الدولية دفاعا عن القيم الإنسانية.
وسوف تشكل عودة البطل محمد فال مناسبة لتجديد التزام الشعب الموريتاني بمساندة الشعب الفلسطيني، ويؤكد أبناء موريتانيا انهم رغم بعدهم الجغرافي من أرض فلسطين المغتصبة فإنهم يظلوند في قلب المعركة الأخلاقية من أجل الحرية والكرامة.
وأظهرت قضية محمد فال الشيخ الرباني تلاحما نادرا بين المجتمع والإعلام في موريتانيا، حيث التقت الجهد الإعلامي بالضمير الشعبي في موقف واحد.
وقد تحولت تجربة “أسطول الصمود” إلى ملحمة وطنية مصغرة تؤكد أن شعب موريتانيا لا يتأخر عن نصرة المظلومين، ولا يتردد في الدفاع عن القيم والمبادئ مهما كان الثمن.