خاص سودان تمورو
من المسائل التى دار حولها كلام كثير موقف روسيا من حرب السودان ، والاضطراب الذي شاب تصريحات ومواقف بعض المسؤولين الروس ، الأمر الذي جعل كثيرين يقولون ان روسيا متقلبة في مواقفها من الأزمة السودانية شديدة التعقيد.
وقد بدي واضحا عند كثيرين أن مواقف روسيا المضطربة كفيلة بجعل طرفي الصراع ينظران إليها بعين الريبة والشك ، ويجعلان تصديقها امر يحتاج في نفسه إلى دليل.
السفير الروسي في السودان فلاديمير تشيرنوفول حاول تغيير مفهوم السودانيين عن روسيا واضطراب مواقفها بشأن أحداث السودان فقال في تصريحات واضحة المعالم والدلالة أن الدول الغربية بوقوفها مع الدعم السريع انما تقف مع مخطط متكامل يهدف إلى تدمير السودان ، وأضاف تشيرنوفول أن الغربيين يهدفون إلى تحويل الدعم السريع إلى أداة سياسية وعسكرية تخدم مصالح قوى داخلية محددة
السفير الروسي لدى السودان وصف القوي السياسية المتماهية مع الدعم السريع بأنها “لا تملك أي سند شعبي أو تفويض انتخابي
وقال تشيرنوفول، في تصريحات صحفية إنّ ما يجري في السودان ليس صراعًا داخليًا فقط، بل هو جزء من مشروع غربي لإعادة تشكيل المشهد السياسي عبر دعم مليشيات مسلّحة خارج سلطة الدولة، لتكون وسيلة ضغط في يد بعض السياسيين المعروفين بانتمائهم لما يُعرف بالحرية والتغيير – القحاتة
وأضاف الدبلوماسي الروسي أنّ الدول الغربية “خططت لأن يكون الدعم السريع هو العصا التي تُستخدم لإسقاط أي مشروع وطني حقيقي في السودان، مشيرا إلى أن هذه الدول فشلت في بناء تحالفات ذات مصداقية شعبية، فلجأت إلى تسليح وتغذية قوى موازية للجيش السوداني من أجل تحقيق مكاسبها.
واوضح السفير الروسي لدى السودان أن بلاده تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في السودان، وتؤكد دعمها الكامل لوحدة أراضيه واحترام سيادته الوطنية
وجددت روسيا كلامها السابق أن الحل في السودان يجب أن يكون “سودانيًا خالصًا دون وصاية أو إملاء خارجي
وقال السفير الروسي في السودان ان الرهان على الدعم السريع كمشروع سياسي هو رهان خاسر وسوف يتضح ذلك للجميع
وأكدت روسيا على لسان سفيرها في السودان أن الغرب سيكتشف قريبًا أن السودان لا يمكن إخضاعه عبر مليشيا أو أدوات مرتزقة، بل عبر احترام إرادة شعبه وجيشه الوطني.
ان هذا الكلام الروسي يأتي متسقا مع مواقف موسكو الأخيرة من الأزمة السودانية ، سواء تصويتها في مجلس الأمن ضد مشروع قرار بريطاني سابق بشرعنة التدخل الدولى ، او من خلال الاشارات الأخيرة لانفتاح روسي على الاستثمار الواسع في السودان خصوصا في مجال الطاقة ، أو حتى في الكلام المتداول اخيرا عن نية الفريق البرهان زيارة موسكو ولقاء الرئيس بوتين ، ومايثار عن موافقة السودان على متح روسيا قاعدة عسكرية على البحر الاحمر.