سودان تمورو:
في خطوة تهدف إلى تحريك الشارع السوداني نحو استعادة الحياة المدنية، دعا القيادي في تحالف “صمود” محمد الفكي سليمان إلى تنظيم مليونية شعبية يوم 21 أكتوبر المقبل، تكون بمثابة انطلاقة لحراك سلمي واسع النطاق. وأوضح الفكي في كلمة مصورة بثها عبر صفحته على موقع فيسبوك أن هذه المليونية تأتي دعمًا للجهود التي تبذلها المجموعة الرباعية الدولية، وتُعد اختبارًا عمليًا لمواقف الأطراف المتصارعة في مختلف المدن السودانية، بما في ذلك بورتسودان، نيالا، الشمالية، والجنينة. وتأتي هذه الدعوة في سياق تصاعد الدعوات الشعبية والسياسية لإنهاء الحرب الدائرة في البلاد، والانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي.
في كلمته، أشار الفكي إلى أن الخطاب السياسي لبعض الجهات التي كانت تدعم الحرب بدأ يشهد تحولًا ملحوظًا نحو الحديث عن السلام، معلنًا ترحيبه بهذا التغيير. وأكد أن خطاب المجموعة الرباعية أصبح يمثل الموقف الرسمي لقيادات الحكومة في بورتسودان، ما يستدعي اختبار هذا التحول من خلال تنظيم مواكب شعبية مؤيدة للرباعية في جميع أنحاء السودان. وأضاف أن مدينة بورتسودان تواجه تحديات في كيفية طرح الحلول السلمية، وأنه طالما أصبح خطاب الرباعية هو المرجعية الرسمية، فإن المطلوب هو خطوات عملية إضافية، يمكن التحقق من جديتها عبر الحراك الجماهيري المتزامن في مختلف المدن.
الفكي شدد على أن تنظيم مواكب شعبية متزامنة في كافة أنحاء السودان لا يمثل فقط اختبارًا للأطراف السياسية، بل يشكل أيضًا اختبارًا للشعب السوداني نفسه، ومدى استعداده لدعم جهود وقف الحرب. وأوضح أن هذا النوع من الحراك الجماهيري يمكن أن يسهم في تعزيز موقف الرباعية الدولية، ويمنحها دعمًا شعبيًا واسعًا، ما يساعد في دفع عملية السلام إلى الأمام. كما أشار إلى أن هذه المواكب تمثل فرصة لتوحيد الرأي العام حول ضرورة إنهاء النزاع، وفتح المجال أمام تسوية سياسية شاملة تحفظ وحدة البلاد وتعيد بناء مؤسساتها.
في سياق متصل، أصدر تحالف “صمود” بيانًا رسميًا أكد فيه أن السودان بات قريبًا من تحقيق السلام، وأن البلاد تقف على أعتاب إنهاء المأساة التي خلفتها سنوات الحرب. وجاء في البيان أن التحالف يبشر الشعب السوداني بأن صفحة الحروب توشك على أن تُطوى إلى الأبد، داعيًا الجميع إلى الاصطفاف حول مشروع السلام القادم. وأضاف البيان أن المرحلة المقبلة يجب أن تشهد تأسيس عهد جديد، يستند إلى تاريخ السودان المليء بالحروب والانقلابات والمعاناة، لبناء دولة قوية ذات مؤسسات راسخة، تضمن الاستقرار السياسي، وتحافظ على نظام ديمقراطي مستدام، في بيئة سياسية خالية من العنف، ومعافاة من الانقسامات.