الإثنين, نوفمبر 10, 2025
الرئيسيةمقالات الرأيأهميّة ميلاد حزب أو تيار لحركة اليسَار الديمُّقراطي الجديد في السُودان (1)...

أهميّة ميلاد حزب أو تيار لحركة اليسَار الديمُّقراطي الجديد في السُودان (1) بقلم نضال عبد الوهاب

سودان تمورو:

كنت مابعد الثورة ومُنذ خمسة سنوات قد قمت بكتابة سلسلة من المقالات المنشورة عن اليسار الديمُّقراطي الجديد في السُودان ، “٣ ” منها بعنوان ( آن أوان اليسار الديمُّقراطي الجديد في السُودان ) و “٤” أجزاء أخري بعنوان ( لماذا ندعوا لليسار الديمُّقراطي الجديد في السُودان ) ، علي مدار عامين من ( ٢٠٢٠ وحتي ٢٠٢٢ ) ، مع وجود كُل تطورات الأحداث والتغيير الداخلي في السُودان والخارجي في كُل عام.
وظللت لفترة طويلة منذ تجربة الحزب الشيّوعي السُوداني الطويلة “نسبياً” ومابعدها مروراً بمرحلة الثورة وماتلاها من إنقلاب عليها وعلي الفترة الإنتقالية ، وحتي مرحلة الحرب الحالية مابعد ١٥ أبريل ٢٠٢٣ ، أذداد كُل يوم قناعة بضرورة وجود حزب أو تيار يمثل حركة اليسار الديمّقراطي في ثوبه ونسخته الجديدة في السُودان ، يسار ديمُّقراطي مواكب وفاعِل وله القدرة علي إحداث الفارق ومواصلة قضايا التغيير في السُودان والإشتغال عليها بحرص ومُثابرة ، حزب أو تيار يعمل علي إيجاد وتحقيق مُعادلة المواطنة والعدالة الإجتماعية في السُودان في كفة وفي الكفة الأخري قضايا الديمُّقراطية والحريات والتنمية العادلة والمتوازنة في السُودان.
حزب أو تيار لكُل المسحوقين والفقراء والتعابا المظلومين ولكل الشرائح الضعيفة والمُستضعفة في السُودان ، يهتم لهم ولقضاياهم ومطالبهم ويجعلها أساس برنامجه وخطابه السياسِي ، حزب أو تيار ينظر ويتعامل مع كُل التعدّد والإختلاف الإثني والقبلي والثقافي والديني الموجود في بلادنا ، ويجعل من قضية المواطنة المتساوية فيه وحقوقها مُرتكزه الأساسي ونهجه الذي لا يميل أو يحيد عنه وشغله اليومي لتحققها في السودان ومواصلة النضال من أجلها ، حزب أو تيار يؤمن بأن السُودان ظلّ في مرحلة توهان طويلة ومورست فيه أخطاء تاريخية مُتعاقبة في تأسيسه كدولة و جميّع أنظمة الحُكم المُتعاقبة ، ولدّت مظالم وإختلالات كُبري وأخطاء كارثية مسّت بنيته ، وأضعفت تماسُكه ، بل وحتي مزقته وساهمت في إنقسامه وإنتشار الحروب الأهلية فيه والحروب مابين مركزه (السُلطوي) ومابين الكثيرين من المُتطلعين والمُطالبين بتحقيق العدالة فيه ونيّل الحقوق ، وكذلك إنتشار العديد من الصراعات السياسية التناحرية فيه نتيجة لغياب أساسيات الدولة فيه القائمة علي القبول بهذا التعدد والآخر المختلف ، ولسيادة نمط الدولة المركزية الباطشة أو المُصادرة للحقوق والحريات أو التي تُميز وتفرّق بين أبناء وبنات الوطن الواحد ، وتختلف وتختل في وجودها وسيطرتها كُل موازين تحقيق حقوق المواطنة الكاملة المتساوية والعدالة والتنمية وحتي الشعور بالإنتماء لوطن موحد إسمه السودان.
حزب أو تيار يؤمن بتعدد الهوية السوادنية ويعترف بها وبوجودها فيه وليس إختطافها لصالح أي مكونات داخله إثنية أو عرقية وطُغيانها علي ماعداها من هويات أو وصفه بها ، بمثل ماتم من خلال ربط السودان بالهوية العربية والثقافة الأسلامية عن عمّد وتجاهل التعدد الآخر فيه لكل الثقافات الأفريقية أو النوبية أو غيرها في بلادنا ، ومايرتبط بها من لغة أو ديانات أو ثقافات خاصة.
حزب أو تيار يؤمن بأن الأديان مكانها المُجتمع وأفراده بحسب قناعاتهم وحريتهم في الإعتقاد والإيمان ، وليس في السُلطة ومؤسساتها السياسية ، أي أنه يعمل علي فصل الدين عن السُلطة السياسية ومؤسسات الدولة ، في نموذج الدولة العلمانية التي لاتحارب الدين بل تعمل علي ترسيخ مبدأ حرية الإعتقاد والحريات الكاملة في كافة طرق مُمارسته وطقوسها للفرد والجماعات فيه وإحترامها جميّعاً وتقديسها وفق هذا التعريف للعلاقة بين الدولة كسُلطة حكم ومؤسسات ومابين جميع السودانين أفراداً ومجموعات داخله.
حزب أو تيار يؤمن بدستور به كافة حقوق المواطنة المتساوية وحقوقها لكل السودانيين دون تفرقة ولا تمييز ولا تفضيل بناء علي الإثنية أو الديانة او القبيلة أو اللغة والثقافة ولا علي الجغرافيا والمنطقة أو الأقليم ، فالجميع متساوون فيه وأمام القانون الذي يخضعون له وتلتزم به الدولة دستوراً وتشريعاً.
حزب يؤمن بوحدة السودان ارضاً وشعباً وضد التقسيم أوالتمزيق له ومع سيادة جميع شعبه علي أرضه ، ومع النضال المُستمر اليومي والسلمي لتحقيق ذلك وكافة مايؤدي إليه ولترسيخه والدفاع عنه.
حزب أو تيار يسار ديمقراطي يؤمن بالديمقراطية أساساً للحكم والسلطة المدنية عليه ، ويعمل قطيعة كاملة مع الإنقلابات العسكرية أو جعلها وسيلة للوصول للسُلطة والحكم العسكري بها ، ويؤمن بالنضال السِلمي لتحقيق هذا الهدف وترسيخه ، ويؤمن كذلك بإنهاء حالة عسكرة الدولة أو دولة المليشيات ، بحلها جميعاً وكافة الجيوش الموازية وإعادة بناء جيش موحد ونظامي مهني قومي يمثل كُل الدولة السودانية بكل تنوعها ، بعيد عن السياسة والإقتصاد أو الإختطاف أو الإنتماء إلا للوطن وحماية أمنه وحدوده ودستوره الديمُقراطي.
حزب أو تيار يجعل همه مطالب الشعب في خدمات التعليم والصحة وفي سد جوعه وعطشه وتوفير الخدمات الأساسية له وفي ودعم كافة الفقراء ومحدودي الدخل وإعفاء من يستحقون من قبل الدولة وفي إنتهاج سياسات إقتصادية وضريبية تعمل لتحقيق تلك الأهداف.
حزب أو تيار يساري ديمُّقراطي يهتم بكافة حقوق المرأة السودانينة في كل اجزائه وعلي جميّع أرضه والمساواة التامة بين الجنسين في الحقوق والواجبات والمشاركة السياسية وفرص العمل والخدمة المدنية ورفض العنف ضد المرأة والعمل علي إنهاء كافة أشكاله عليها أو الظلم لها.
حزب أو تيار يساري ديمُّقراطي يؤمن ويعمل للحفاظ علي كافة حقوق الطفولة وضد كل أنواع إستغلالهم أو العنف تجاههم لخلق أجيال مُعافاة وسليمة في السودان.
حزب أو تيار يساري ديمّقراطي ينطلق من الريف وكافة الأقاليم السودانية المُهمشة وتوجد قواعده فيها ، و يتبني قضاياها ويعمل ويناضل بشكل يومي من أجل حقوقها و بسيادة الحكم الفدرالي والتنمية المتساوية وعدالة قسمة الموارد وتخصيص عائدتها بحسب أولوية إحتياجاتها وتوزيعها الجغرافي.
حزب أو تيار يساري ديمُّقراطي مُنفتح علي العالم ، ويعمل علي علاقات جيدة مع كافة دول العالم ونُظرائه والمؤمنون بذات موجهاته ومبادئه العامة في نيل الشعوب لحقوقها وحرياتها وتحقق العدالة والمُساواة لها داخل بلدانها ، وحزب أو تيار يساري ديمّقراطي داعم لكل القوي الثورية والمتحررة لأجل تلك الأهداف و المُناضلة والعاملة لتحقيق تلك الأهداف في بلدانها.
حزب أو تيار يساري ديمّقراطي يعرف كيف يتعامل مع العالم الخارجي وفق مصالح الشعب السوداني في سيادته علي دولته وارضه وموارده وفق مصالح جميع الشعب السوداني واولوياتها ، وضد الظُلم والطُغيان والإستبداد ومصادرة حقوق الشعوب ومع المسحوقين والمظلومين والتواقين للحرية وقيّم المساواة والعدالة والديمُّقراطية في كل العالم.
حزب أو تيار يساري ديمُّقراطي يتعاون ويتحالف ويعمل مُشتركاً مع كُل من يسعي لأهداف التغيير واولوياته في بلادنا ومصالح جميّع السودانين حاضراً ومُستقبلاً.
حزب أو تيار يساري ديمُّقراطي مع السلام العادل في بلادنا ووقف الحرب الحالية في بلادنا وإنهاء كافة الحروب به ، والحالة التناحرية وإنهاء العنف وكافة مظاهره وخطابات الكراهية وتمزيق المجتمعات ، ويؤمن ويعمل بجد علي إزالة الفوارق والحواجز وردم بين كافة السودانيين ومحاصرة خطابات الكراهية نتيجة سياسات الدولة الفاشلة سابقاً والحروب والصراعات وإفرازاتها ، ورتق النسيج الإجتماعي ونشر قيّم التسامح والتعايش السِلمي بينهم ، مع القبول والإعتراف بالإخر المختلف ، ويؤمن بالحوار السِلمي الديمقراطي والحلول السلمية السُودانية لأزماته ومشكلاته.
حزب أو تيار يساري ديمُّقراطي يعمل في قلب جميّع هذه القضايا لتحقيقها وجعلها واقعاً مُعاشاً ، يؤمن بالفعل والعمل الثوري السليم والنهج الديمّقراطي السِلمي والنضال المُستمر اليومي الذي يوصل لها ويحققها.
نواصل في المقال و الجزء القادم بإذن الله وحوله وقوته عن لماذا في هذا التوقيت وجوده وميلاده ضرورة ، وعن رؤيتنا الخاصة لكيفية تكوينه وتشكله وعناصر عضويته وانصاره والضرورة التنظيمية والسياسية له.

الراكوبة

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -<>

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

Michael3572 على الفاشر مأساة وطن
عبدالقادر النصري عبدالقادر على اعلان تفاصيل استخراج الشهادة السودانية 2023
عبدالقادر النصري عبدالقادر على اعلان تفاصيل استخراج الشهادة السودانية 2023
مكاوي الغالي محمد علي على مبادرات وتبرعات لمساعدة متضرري الحرب