سودان تمورو:
أكد شهود عيان أن أفراداً يرتدون زي قوات الدعم السريع نفذوا عملية اختطاف استهدفت التاجر بخيت نور الدين آدم خميس وتاجراً آخر يُدعى حسن من سوق نيالا الكبير يوم الأحد. وأوضح الشهود أن شخصين تابعين للشرطة العسكرية التابعة للدعم السريع حضرا إلى متجر بخيت نور الدين في سوق الهواتف بالجناح الجنوبي للسوق الكبير، وطلبا منه مرافقتهم، قبل أن يتم اقتياده غرباً باتجاه شارع مكتب شركة “سوداني” المحاذي لإدارة السجون والإصلاح، حيث كانت تتواجد سيارة دفع رباعي مطلية بالطين.
أشار الشهود إلى أنهم كانوا يتابعون المشهد معتقدين أن الوجهة هي الارتكاز أمام إدارة السجون، لكنهم فوجئوا بأن المختطفين امتطوا السيارة قبل الوصول إلى الموقع وفروا هاربين. وأضافوا أن مجموعة من أقارب وجيران التاجر حاولوا مطاردة السيارة دون أن يتمكنوا من اللحاق بها. وأكد شهود آخرون أن بخيت نور الدين يُعد أحد الموردين الرئيسيين لملحقات الهواتف الجوالة في مدينة نيالا، ما جعل الحادثة تثير قلقاً واسعاً بين التجار المحليين.
أحد أقرباء المختطف أوضح لـ “دارفور24” أنهم شرعوا في فتح بلاغ لدى قسم شرطة نيالا وسط، إلى جانب البحث عنه في معتقلات الدعم السريع داخل المدينة دون العثور عليه. وذكر أن السيارة التي استخدمت في عملية الاختطاف ظلت تجوب شارع منزل التاجر في حي النهضة لمدة يومين قبل أن يُختطف صباح الأحد. كما أشار إلى أن هاتف التاجر يحتوي على مبالغ مالية في تطبيق “بنكك”، وما زال على اتصال بالشبكة حيث تصل الرسائل دون أن يتم الرد عليها.
في سياق متصل، قال تجار محليون في سوق نيالا الكبير لـ “دارفور24” إن مجموعة مسلحة اختطفت تاجراً يُدعى حسن الأسبوع الماضي من جوار بنك السودان المركزي – فرع نيالا – واقتادته شرقاً عبر شارع الضعين. وبحسب روايات التجار، فإن المجموعة طالبت أسرة التاجر بفدية مالية تُقدّر بـ 500 مليون جنيه مقابل إطلاق سراحه، ما يعكس خطورة الوضع الأمني في المدينة.
تأتي حادثة اختطاف التاجرين من سوق نيالا الكبير عقب سلسلة من عمليات مشابهة شهدتها المدينة في نوفمبر الماضي، حيث تم اختطاف أربعة تجار من أسواق موقف الجنينة والمواشي. هذه التطورات الأمنية المتلاحقة أثارت مخاوف واسعة بين سكان نيالا، خاصة مع تزايد حالات الاختطاف التي تستهدف التجار بشكل مباشر.
ويشهد سوق نيالا الكبير انتشاراً أمنياً كثيفاً لعناصر الشرطة العسكرية والشرطة الفيدرالية، في محاولة لفرض السيطرة على الأوضاع المتوترة. ومع ذلك، فإن استمرار عمليات الاختطاف يعكس تحديات كبيرة تواجه السلطات في تأمين السوق وحماية التجار، وسط تصاعد المخاوف من تكرار مثل هذه الحوادث في المدينة.
