الثلاثاء, نوفمبر 11, 2025
الرئيسيةأحدث الأخبارحرب السودان..آثار قاسية تطال الكل 

حرب السودان..آثار قاسية تطال الكل 

 

خاص سودان تمورو

افقار الغالب الأعم من  السودانيين هو احدي النتائج الكارثية التى ترتبت على هذه الحرب الشنيعة البشعة ، إذ لم يقتصر الأثر على قتل آلاف الأبرياء ؛ وتشريد الملايين ؛ ونهب الممتلكات ؛ وإنما شمل الأثر السالب إدخال ملايين السودانيين في دائرة الفقر ؛ وتعطل بسبب الحرب اللعينة اقتصاد البلد ؛ وأصبح مستقبل الاجيال مظلما ومصيرها مجهولا.

ان ما يمر به السودان من ظروف قاسية واوضاع صعبة هو بلا شك  احد أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه الحديث ، وقد أدّت الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 إلى انهيار البنية الاقتصادية بشكل كبير جدا ، وانقطاع سلاسل الإمداد بصورة واضحة لاتخفي على احد ، وانهيار قيمة العملة بشكل مريع لم يكن يخطر على بال أكثر الناس تشاؤما ، وبسبب الحرب المستمرة تعطّلت الزراعة ، وخرجت كثير من  مناطق  الإنتاج عن العمل ،  وتدهورت  الخدمات الأساسية ، ونتيجة لذلك  تتسارع  معدلات الفقر والجوع بوتيرة غير مسبوقة ، ما دفع منظمات أممية لوصف الوضع في البلاد بأنه من أسوأ أزمات الجوع في العالم.

في هذا الإطار نقرا تصريحا لوزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية معتصم آدم صالح  كشف فيه  عن ارتفاع نسبة الفقر في السودان من 21% إلى 71% وفقًا للتقارير الرسمية.

وأكد السيد الوزير أن 23 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر، نتيجة الحرب وما تبعها من أزمات اقتصادية وسياسية.

برنامج الغذاء العالمي يُقدَّر أن حوالي 24.6 مليون شخص في السودان يواجهون حالة من الجوع الحاد، فيما تم تأكيد عدة مناطق في السودان تقع داخل دائرة المجاعة.

وفي معظم الولايات المتضررة خاصة دارفور، الخرطوم، كردفان، والجزيرة، يعيش ملايين المدنيين في ظروف حرجة حيث توقفت الأنشطة الإنتاجية بصورة شبه كاملة في المناطق الحضرية ، بينما تعرّضت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية للتدمير أو خرجت عن السيطرة بسبب القتال المباشر وغياب الأمن، إضافة إلى تعطل الموسم الزراعي وضعف الإمداد بالمدخلات.

وتقدّر الأمم المتحدة أن أكثر من 25 مليون شخص – أي أكثر من نصف سكان السودان – يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة ، كما تشير التقارير إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، وازدياد حالات الوفاة الناتجة عن الجوع في بعض المناطق المحاصرة التي تُمنع عنها الإغاثة.

وبحسب اليونسيف فإن حوالي 3 مليون طفل دون الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد في السودان سنوياً، منهم أكثر من 610 ألفاً يعانون من سوء تغذية حاد جداً.

وتفاقمت أزمة الفقر مع حدوث نزوح واسع داخل البلاد وخارجها ؛  فالملايين فقدوا مصادر دخلهم، بينما ارتفعت أسعار الغذاء إلى مستويات خيالية بسبب ندرة السلع وارتفاع تكلفة نقلها ، فضلاً عن انهيار القوة الشرائية للناس. إضافةً إلى ذلك، انعدم التوزيع المنظم للمواد الغذائية في مناطق النزاع المباشر، حيث تغيب المنظمات الإنسانية أو تُمنع من الوصول.

من جانب آخر، تُشير تقارير حقوقية إلى استخدام الغذاء كسلاح في الحرب، عبر حصار المدن ومنع الإمدادات عن المدنيين، ما يضع آلاف الأسر تحت خطر المجاعة الفعلية.

إن استمرار الحرب دون تسوية سياسية عاجلة يعني تصاعداً مستمراً في مستويات الفقر والجوع، وانزلاق البلاد نحو مجاعة واسعة النطاق قد تكون كارثية وغير مسبوقة في تاريخ السودان المعاصر. ولذلك، فإن وقف القتال، ورفع القيود عن الإغاثة، واستعادة القدرات الإنتاجية، تمثل شروطاً أساسية لوقف الانهيار الإنساني، وحماية ملايين المدنيين من الموت البطيء بفعل الجوع.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -<>

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

Michael3572 على الفاشر مأساة وطن
عبدالقادر النصري عبدالقادر على اعلان تفاصيل استخراج الشهادة السودانية 2023
عبدالقادر النصري عبدالقادر على اعلان تفاصيل استخراج الشهادة السودانية 2023
مكاوي الغالي محمد علي على مبادرات وتبرعات لمساعدة متضرري الحرب