خاص سودان تمورو
يمر السودان بظروف صعبة بالغة التعقيد ؛ وهو يواجه حربا قاسية لاهوادة فيها ؛ والذى يجعل من المهم قيام المتجمع الدولى بمسؤولياته السياسية والقانونية والاخلاقية استشراء ظاهرة الارتزاق فى حرب السودان ؛ ومشاهدة الاف المرتزقة وهم يشاركون فى قتل السودانيين وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم وتدمير بلدهم ؛ وهو الامر الى يلقى بمسؤولية مباشرة على مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة والاتحاد الافريقى ومنظمة التعاون الاسلامى والجامعة العربية ودول عدم الانحياز ؛ وعموم المؤسسات والمنظمات الاقليمية والدولية المتخصصة ان تتحرك لنجدة الشعب السودانى عبر انهاء موضوع الارتزاق ؛ واتخاذ موقف صارم وحاسم من الدول التى تقوم بتمويل مشروع تجنيد وتجميع واستجلاب المرتزقة والزج بهم فى حربنا هذه او فى اى مكان اخر.
وقد شاهدنا من قبل وشاهد العالم تجمع المرتزقة من جميع انحاء العالم ايام الحرب الكونية على سوريا ؛ حتى بات الوضع الان فى سوريا احد نقاط الضعف فى الامة وبابا من بوابات التامر على الامة ككل.
وفى اليمن شارك مرتزقة كثر – ومن بينهم بكل اسف سودانيون يقفون اليوم على طرفى نقيض فى هذه الحرب – ؛ ومازال فى اليمن او مرتبطا بالحرب على الشعب اليمنى بعض المرتزقة السودانيين ؛ وهم الذين ذاقوا الامرين فى موضوع المرتزقة لو انهم كانوا يعلمون,
وفى حربنا الدائرة الان قامت شواهد كثيرة على استجلاب الدعم السريع الاف المرتزقة ؛ وقد قتل منهم البعض واسر اخرون ؛ وهربت مجموعة ثالثة ؛ ومازالت اعدادا منهم تقاتل الى جانب المتمردين ؛ ومع النفى المستمر من قيادة الدعم السريع ومن يقفون خلفها هذا الكلام الا ان الشواهد المتضافرة لاتجعل لنفيهم قيمة .
وفى هذا الاطار نقرا فى الاخبار ان الجيش السوداني من القضاء على عدد من المرتزقة الكولومبيين والأوكرانيين الذين كانوا متمركزين في استراحة بمنطقة كركر شرق الفاشر
وبحسب الخبر المتداول تم القضاء على المرتزقة الكولمبيين والاوكرانيين في عملية عسكرية دقيقة تعكس استمرار جهود تأمين المنطقة
ويشكل القضاء على المرتزقة تاكيدا لما قاله السودان اكثر من مرة عن استجلاب مرتزقة من دول الجوار والدول البعيدة جغرافيا ليسهموا فى اطالة امد الحرب وزيادة معاناة السودانيين
وسبق للسودان اكثر من مرة الحديثعن تورط بعض الاطراف فى تجنيد واستجلاب مرتزقة والزج بهم فى الحرب لكن كان النفى دائما حاضرا رغم توفر الادلة
وهذا الاستهداف الذى تم للمرتزقة يبين للعالم من جديد مدى الظلم الذى يتعرض له السودان وليت هذه الاحداث تدفع الى التحرك باتجاه انهاء المؤامرة على السودان وشعبه ؛ وهذه مسؤولية المجتمع الدولى الذى قصر فى علاج المشكلة ومازال مقصرا.
عملية القضاء على المرتزقة تمت فى تخوم مدينة الفاشر ؛ وذلك في إطار جهود الجيش لمواجهة التهديدات المسلحة وحماية المدنيين في شمال دارفور.
واكدت مصادر ميدانية أن العملية تمت بدقة عالية، ووصفتها بأنها ضربة نوعية أوقعت خسائر فادحة في صفوف العناصر المعادية
واكد مراقبون أن الاستراحة التى تم استهدافها كانت تُستخدم كمخزن للتجهيزات العسكرية ونقطة تجمع لمرتزقة أجانب ضمن خطة زعزعة الأمن في دارفور .
وتعد هذه الضربة رسالة واضحة بأن شمال دارفور لن تكون ملاذاً آمناً للمرتزقة، في وقت تتصاعد فيه الجهود العسكرية لتأمين الولاية بالكامل.
جدير بالذكر ان الجيش السودانى سبق ان قضى اكثر من مرة على مجموعات من المرتزقة الكولمبيين سواء فى اطراف مدينة الفاشر او فى محور الصحراء او فى بادية الكبابيش حيث كانوا قادمين من ليبيا
وقد تم اكثر من مرة ضبط مرتزقة كولمبيين فى اكثر من ميدان قتال ؛ وفى كل مرة يتاكد تورط الامارات فى تاجيج صراع السودان ودوما ما تنفى ابوظبى ذلك رغم الادلة الواضحة التى لايمكن ضحدها
وقد جرى الحديث من قبل اكثر من مرة عن وجود مرتزقة من اوكرانيا ؛ ويعتبر قتل عدد منهم فى هذه الحادثة دليلا اضافيا على حجم المؤامرة على السودايين ودور مؤججى نيران الحرب فى التصعيد وعدم الرغبة فى التهدئة
وقد شاهد الناس فى ميادين القتال مرتزقة من جنوب السودان وتشاد واثيوبيا والنيجر وليبيا ودول اخرى ؛ وهذا الامر يوضح حجم العدوان على السودان واشتراك اطراف عديدة فيه
ولعب المرتزقة من جنوب السودان دورا كبيرا فى معارك الخرطوم والجزيرة وشمال كردفان ؛ واشتهرت اعداد منهم بضرب المدفعية ؛ وقد ترك هذا الامر غضبا كبيرا ومبررا فى نفوس السودانيين من اخوانهم سابقا وجيرانهم حاليا اذ لم يراع ابناء جنوب السودان حق الاخاء ولا الجيرة
وقد مارس المرتزقة من جنوب السودان اعمالا عدائية بالغة السوء فى منطقة شرق النيل بالخرطوم وايضا تحدث الناس عن جرائم مروعة وانتهاكات فظيعة قاموا بها فى الجزيرة وركردفان
واسهم الجنرال الليبى خليفة حفتر بدور اساسى فى تازيم الاوضاع فى السودان عبر فتحه الشرق الليبى لتدخل من خلاله الامارات السلاح والمرتزقة الى دارفور وكردفان والجزء الاكبر من المرتزقة الكولمبيين جاءوا عبر تسهيلات منه
الحكومة السودانية خاطبت نظيرتها الكولمبية التى اعتذرت للشعب السودانى عن مابدر من بعض ابناء كولمبيا من تصرفات غير محترمة واعربت كولمبيا عن ادانتها للارتزاق ومموليه
وتحدثت حكومة كولمبيا صراحة عن خطورة الارتزاق داعية المجتمع الدولى الى ضرورة وضع حد لهذا الامر والزام الدول التى تمارس هذه السياسة القذرة بالتوقف عنها فورا
وتناولت الصحافة فى كولمبيا وبشكل مكثف قضية اشتراك مرتزقة كولمبيين فى حرب السودان وقد اصبحت المسالة قضية راى عام ؛ وتحركت جهات قانونية لملاحقة المتورطين داخليا وخارجيا فى مسالة الارتزاق
ولابد ان تجتهد الحكومة السودانية فى متابعة ملف الارتزاق والمرتزقة والعمل مع المنظمات الاقليمية و الدولية على معالجة هذا الامر الخطير ووضع حد له عاجلا غير اجل