سودان تمورو
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا”، الخميس، من مخاطر انزلاق ولايات كردفان نحو كارثة إنسانية في ظل تصاعد الأعمال العدائية.
وحقق الجيش خلال الأسابيع الماضية تقدمًا ميدانيًا في العديد من مناطق شمال كردفان في طريقه إلى شمال دارفور، بالتزامن مع التحرك إلى جنوب كردفان، حيث تفرض الحركة الشعبية ــ شمال والدعم السريع حصارًا على مدينتي الدلنج وكادقلي.
وقال مكتب أوتشا، في بيان، إن ” كردفان تنزلق تدريجيًا نحو كارثة إنسانية مع تصاعد حدة القتال وتشديد الحصارات، ومعاناة المدنيين من ظروف أشبه بالحصار الكامل”.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة تتحقق من وقوع إصابات وسط المدنيين نتيجة الغارات الجوية والهجمات البرية، فيما أصبحت المدارس والمرافق الصحية أهدافًا متزايدة.
وأوضح أن الوصول إلى الغذاء والدواء والسلع الغذائية يظل محدودًا للغاية في كادقلي والدلنج، رغم تدفقات موجات جديدة من النازحين إلى المدينتين.
وأرسلت “يونيسف” في 24 أغسطس المنصرم أول قافلة إغاثة إلى كادقلي والدلنج بعد انقطاع منذ أكتوبر 2024، احتوت على مساعدات منقذة للحياة تغطي نحو 120 ألف شخص.
وتفاقمت أزمة الجوع في جنوب كردفان مع تمدد الحصار، حيث يعاني أكثر من 63 ألف طفل من سوء التغذية الحاد، بينهم 10 آلاف يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم.
وقال مكتب أوتشا إن القتال في جنوب كردفان خلال موسم الأمطار أدى إلى تعطيل الزراعة وتنقل الماشية، مما تسبب في تدمير سبل العيش وانهيار الأمن الغذائي.
وبيّن أن ولاية غرب كردفان تشهد تصعيدًا في العنف على الخطوط الأمامية، حيث استهدفت غارات جوية مناطق الخوي وأبو زبد في 9 أغسطس الماضي، بالتزامن مع تزايد استخدام الطائرات المسيّرة، فيما أدى محدودية تواجد الشركاء الإنسانيين إلى حدوث فجوات في الاستجابة والرصد.
وذكر أن مناطق بارا وسودري تتعرض لهجمات متكررة تؤدي إلى مقتل وإصابة المدنيين، كما تدفع إلى موجات نزوح جديدة إلى الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان.
وأوضح أن المدنيين في أم صميمة قرب الأبيض وجدوا أنفسهم عالقين في اشتباكات متكررة، مما ترك العائلات محاصرة في ظروف خطيرة مع قلة خيارات الفرار، بينما أدت المعارك في أبو قعود إلى انقطاع طرق التجارة والإمدادات الحيوية.